أطفالنا ثمرة زرعنا
بقلم الأخت سعيدة شاهير
مما ﻻ شك فيه الكل يبغى تربية مثالية لأبناءه بدون صعوبات ولا معوقات ويتمنى ان تكون رحلة الحياة مع اطفاله رحلة ممتعة ويراهم دائما في أحسن حال غير مشاكسين او متمردين .. نريدهم دائما ملائكة …ولكن بسبب الإختلافات الفريدة الفطرية بين الأطفال
فليس هناك ثمة منهج واحد كاف و شامل .. فكلما كانت هناك إختيارات أكثر للمناهج التربوية التى نسير عليه كان افضل وبذلك نسيير على المنهج المناسب للطفل الذى يتناسب معه وأكثر من هذا يتأتى فهم أطفال أخرين..
كذلك هناك اختلافات كبيرة وفريدة بين الكبار فلا يمكن استخدام ايضا نهج واحد للجميع . يتأتى تتبع خطاه ويمكنه ان يناسب أسلوبهم ومزاجهم طالما يحث على مبادىء التنشئة السليمة والقويمة .. ويدعم الأباء والأمهات بعضهم بعضا مالم يكن فيه إساءة فى معاملة الطفل حيث يجب التدخل لحماية الطفل..
وتنشأ العلاقة السليمة الطيبة بين الوالدين وأطفالهم عن طريق السلطة المخولة للأباء والأمهات .. فنجد الطفل الذى يحب والديه يريد أن يرضيهم ويريد أن يماثلهم ويستقى وينهل الكثير من القيم منهم والمعتقدات وكل أساليب الحياة ..
والعكس صحيح بالنسبة للطفل الذى ينشأ نشأة سيئة عن سلطة ومعاملة مستبدة يعلوها القهر والنهر والصوت العالي ناهيك عن الضرب والتقليل من الشأن .
ومن ثم فإ ن أهم بؤرة فى تنشئة الأطفال هي تقوية المشاعر الدافئة والمعاملة الطيبة ولغة التواصل والحوار بين الوالدين و أطفالهما ولابد من أخذ هذا الهدف فى الﻹعتبار فى كل لحظة من لحظات التنشئة وفي كل مرحلة من سن الطفل، خاصة حينما يتطلب منا اﻷمر التقويم والصرامة والجدية ..
ومع هذا يجب المعرفة انه مهما مابذلتم من جهد فى تنشئة الطفل , ومهما كانت درجة إجادتكم فى القيام بمهمة التربية السليمة .. فلن يكون بإمكانكم واقعيا , التحكم فى النتيجة النهائية لجهودكم .. ليس تقصيرا منكم ولكن تعلمون
ان شخصية الطفل امرا ليس موكلا اليكم .. هناك عوامل خارجية آخرى تتدخل في.تربية اﻻطفال فالشارع يربي والمدرسة تربي واﻻصدقاء أيضا والمجتع ككل يربي معك.
لكن بإستطاعتنا أن نبدل أقصى مافى جهدكنا ووسعنا لتدارك ما يمكن تداركه معاملة اﻻطفال باحترام , حتى لو كنا مظغوطين
الإستجابة بلطف وصبر كبيرين لأخطائهم مع مراعاة شعورهم واحاسيسهم بالتعاطف معهم وتحسيسهم أننا دائما الى جانبهم مادامو على صواب ، التعبير عن الحب والرعاية والدعم العاطفي بالأحضان والهدايا ﻵن الطفل صفحة بيضاء وارض خصبة ينموا عليها كل ما ينثر فوقها فالحب يعطي ثماره حبا والجفاء يعطي ثماره معصية وفتورا وجفاء.
بحيث يمكننا إرساء معامﻻت وأخﻻق حميدة و إشباع فضولهن بطريقة سليمة و قيمة يتم من خﻻلها
تثقيفهم بشأن تاريخهم وهويتهم ودينهم حتى تكون لهم عونا في المستقبل للتغلب على الصعاب وهكذا يمكن
تفعيل أنماط مختلفة لديهم من إنضباط وتهذيب ومعاملات طيبة وأخﻻق حميدة …
ولعل من إطلع على السيرة النبوية للنبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله الله تعالى قدوة للمسلمين وللمربين فإنه يلحظ بوضوح إهتمامه الواسع بأسس البناء النفسي والعاطفي للطفل ، فقد كان يهتم بالأطفال ويفيض عليهم من حبه وحنانه فيقبلهم ويداعبهم ويلاعبهم ويسأل عنهم ويسلم عليهم ويسر لرؤيتهم ويمسح على رؤوسهم ويضع يده الشريفة على خدهم ويدعو لهم ويضعهم في حجره بل ويصبر عليهم ويستمع إلى أحاديثهم ويثني عليهم ويكني صغيرهم ، فالطفل هو الطفل يهفو على الدوام لمن كان له قلب رحيم يعطيه وينميه ويجد في رحابه عاطفة الأبوة الجاذبة.
وجاءت تلك المعاملة النبوية الراقية للأطفال مراعاة منه لسنن الله الفطرية التي جعلها الله تعالى في الأطفال فلم يكبتها كما يفعل بعض الجفاة .
عَن أنَسٍ قالَ: سَمِعتُ النَّبِـيَّ يَقُولُ: «أكْرِمُوا أوْلاَدَكُمْ وَأحْسِنُوا آدابَهُمْ».
و عن جَابِرِ بن سَمُرَةَ ، قالَ: قالَ رَسُول الله :«لأَنْ يُؤَدِّبَ الرجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ) و في ذلك عبرة كبيرة لعل الصدقة بالمال تنقطع أما تأديب الرجل ولده فإنّ فائدته لا تنقطع أبدا بل هي صدقة جارية ومتعدية نفعها الى الغير .