الدار البيضاء .. في النسخة الرابعة ، الدكتور عبد الكريم برشيد يكرم ضمن فعاليات مهرجان الدار البيضاء للفنون والثقافات لجمعية الزاوي

0 313

.صوت الحقيقة .. محمدشوي

في إطار فعاليات مهرجان الدار البيضاء للفنون والثقافات المنظم من طرف جمعية الزاوي للمسرح والتنشيط الثقافي والفني الذي نظم ايام 22 ، 23و 24 نونبر الجاري تحت شعار: الشباب وثقافة المستقبل في نسخته الرابعة، دورة ” الدكتور عبد الكريم برشيد ” بفضاء المركب الثقافي سيدي بليوط ، وفي اطارسلسلة حفلات التكريم، التي دأب على تنظيمها و على شرف رواد الأدب المغاربة، كرمت فعاليات مهرجان الدار البيضاء للفنون والثقافات الكاتب المسرحي الدكتور عبد الكريم برشيد، صاحب التجربة الأدبية والمسرحية الرائدة ككاتب ومؤلف ومخرج مسرحي، حيث تخللت الحفل شهادات في المحتفى به وقراءات في منجزه الأدبي والفكري من قبل مفكرين ونقاد مغاربة، منهم الناقد التشكيلي والاعلامي شفيق الزكاري والناقد الفني الاستاذ كمال فهمي وآخرين.

وقالت الفنانة السينمائية والمسرحية نادية الزاوي مديرة المهرجان أن تكريم عبد الكريم برشيد رائد تجربة المسرح الاحتفالي في العالم العربي، يأتي في سياق المجهودات الكبيرة التي يبذلها كواحد من رواد الأدب الحديث ومساهمته المشهود له بها منحت للأدب بالمغرب اشعاعه اللازم خصوصا على مستوى تجربته المسرحية،

يرتبط اسم المؤلف المسرحي عبد الكريم برشيد بنظرية “الاحتفالية” في المسرح العربي، فقد انخرط في هذا المشروع منذ وصوله إلى أرض المسرح مطلع السبعينيات، مؤلّفاً ومخرجاً ومنظّراً، وعكف على مدار عقود على تطوير فكره المسرحي وإضافة تصورات ورؤى جديدة لأبي الفنون في العالم العربي.

فبرشيد ينظر إلى المسرح، مستلهماً مقولة جان جاك روسو، “الاحتفال بالمسرح”، بوصفه احتفالاً بالذاكرة الشعبية وبحثاً في التراث الإنساني. حيث ترجمت مسرحياته إلى اللغة الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وأصبحت نصوص المسرحية تدرس في المؤسسات التعليمية في المغرب ومدارس البعثة الفرنسية وفي كثير من الكليات والمعاهد المسرحية المغربية والعربية، وهو حائز على عدة شواهد ودبلومات في الدراسات العليا المعمقة.

وفي ذاث السياق تم تكريم ايضا أحد رواد الفن التشكيلي ويتعلق الأمر بالفنان محمد السالمي الذي زين جدران قاعة العرض بلوحاته الفنية التي تطرقت بدورها الى موضوع الدار البيضاء تحت شعار : ما يرى وما لا يرى.

هي الزاوية الصوفية المجازية التي انطلق منها الفنان التشكيلي المبدع محمد السالمي في تجربته التشكيلية الأخيرة الموسومة بهوية مدينة التي قدم فيها بعين فنية مدينة الدار البيضاء من زاوية تخفي أسرار جمالية، بتركيبات تتعدد فيها زوايا المنظور Prespective ..

وقد تخلل حفل التكريم قراءات شعرية للزجالة المغربية فتيحة رشاد الفاعلة الجمعوية والنبراس الذي ينير محافل الصالونات الأدبية ..

قيل عن الشاعرة، أنها ترصد الواقع ثم تتبناه لتحوله إلى حدث فني، فإنها لا بد أن تمر عبر مضايق اللغة التي تعتبر الآلية الرئيسية التي يشتغل بها المبدع ويشغلها..ولأن اللغة ـ كما هو معلوم ـ اجتماعية فعلى المبدع أن يتعامل معها بذكاء ودهاء أيضا ليشكل لغته الخاصة به، وهنا بالتحديد تكمن فرادة وتميز المبدع الأصيل من المبدع الهجين. إنه الطبع الذي يسبق التطبع، والطبع هو من يصنع الفارق..

   بناء على هذا، فالمتأمل في شذرات فتيحة رشاد يلاحظ أن الجملة الشعرية أو الشذرية لقطة فنية بنهكة خاصة..قد تبدو للقارئ المتعجل، وللوهلة الأولى أنها عادية جدا، لكن بقليل من الصبر والتبصر والمعاودة ومراودة المعنى والمبنى تتكشف الجمالية الكامنة في الشكل الفني كأول معطى ينعكس في النص الإبداعي، ثم يتجلى المعنى بعده في كامل ألقه.

ايضا كان حضور قوي للشاعر والزجال عبد اللطيف البطل ابن الحي المحمدي الذي قيل عنه « من بين الزجالين الذين يحق لنا ذكرهم والاعتزاز بتجربتهم الطموحة نذكر الزجال عبد اللطيف البطل، الذي ولج الزجل المغربي من بوابة الأب الذي كان حكواتيا ماهرا، وطبع ابنه بطابع فني موفرا له رصيدا هائلا من عالم الحكاية الشعبية العجائبية التي وفرت له امتدادا عميقا في مجال الموروث الشعبي من التراث اللامادي، مما جعل بوحه موسوما بسمة الثقافة الشعبية …».

قصيدة «عاش امع هباش» واحدة من نصوص هذه الأضمومة، ونقرأ فيها: «شَفْتْ الموت ماتت .. من بعد التفراط .. وجلد الصبر اتدبر .. بلسيع لسياط .. وشفت صباط .. اصكع يا حصرة .. شحال خايب فالنظرة .. شبعان احريد .. شبعان غبرة .. المشطيات ارشات .. والكدميات اعيات .. امعثر ألف عثرة… وعثرة مجروح ومدبوح .. ابقات غير الكسدة .. وامشات الروح…» .

وتوج اللقاء بتكريم المحتفى بهم بأدرع المهرجان وشواهد تقديرية وهدايا رمزيةمن الجمعية، بحضور ثلة من السينمائيين والمسرحيين والشعراء والتشكليين واصدقاء جمعية الزاوي للمسرح والتنشيط الثقافي والفني .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.