“تكلفة 100 مليون سنتيم واستقبال 100 عارض ولقاءات تحسيسية للصناع التقليديين وآمال بخلق انتعاش اقتصادي” مجمل ما جاء في الندوة الصحفية للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية بتارودانت

0 165

صوت الحقيقة: فاطمة بوريسا

في سابقة من نوعها سيحتضن اقليم تارودانت الدورة السادسة للمعرض الجهوي للصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة بعد أن نظم خمس دورات متتالية بمدينة أكادير، وبغية تسليط الضوء على هذا المعرض عقد المنظمون ندوة صحفية بمقر المديرية الاقليمية للصناعة التقليدية لمدينة تارودانت مساء أمس الخميس 2 غشت 2018.

الندوة التي سيرها الزميل محمد بركة المنسق الاعلامي للمعرض، وبتأطير عفان بوعيدة رئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بأكادير، ومحمد العبوبي ممثلا لجهة سوس ماسة، وعبد الحميد بومزوغ المدير الاقليمي للصناعة التقليدية بتارودانت، ورشيد الربيب ممثلا للمجلس الجماعي لتارودانت، وبحضور عدد مهم من ممثلات وممثلي الصحافة والاعلام، وأعضاء الغرفتين الجهوية والاقليمية للصناعة التقليدية، وبعض العارضين وفعاليات المجتمع المدني.

الندوة في شقها الأول تناوب فيها المؤطرون على الكلمة التي أوضحت وباقتضاب السياق العام الذي سينظم فيه المعرض ولأول مرة بإقليم تارودانت، والغاية منه ومعطيات عن عدد العارضين والأقاليم المشاركة، كما تم فيه تقديم الشكر للحسين امزال عامل اقليم تارودانت عما يوليه للقطاع من أهمية وتيسيره لكل ما من شأنه تطويره وتنميته، لينطلق بعدها كل من جهة مسؤوليته ليعرض الحصيلة المنجزة في مجال الصناعة التقليدية  من مشاريع على أرض الواقع وأخرى في اطار الدراسة والمشاكل التي تمت معالجتها..

مداخلات الاعلاميين الحاضرين وتساؤلاتهم في الشق الثاني من الندوة هي التي أعادت الأمور إلى نصابها، فالمعرض الجهوي للصناعة التقليدية الذي سيفتتح يوم غد السبت بتارودانت هو بيت القصيد، وليس محور الندوة استعراض المنجزات، مما يؤكد بما لا شك فيه بأن تواصل القطاع مع الاعلام نادر أو شبه منعدم، ولتسليط الضوء على منجزات الجهة في هذا الصدد أو منجزات الغرفة الجهوية أو الغرفة الاقليمية كان الأولى عقد لقاءات منفردة وخاصة بالحصيلة والمنجزات لاطلاع الاعلام عليها لينشرهاا للرأي العام… !!

ماذا سيستفيد الصانع الروداني من المعرض؟ وماذا بعد المعرض؟ كان السؤال المشترك بين أغلبية الاعلاميين، فالمعرض الجهوي الذي ستفتتحه جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والحسين أمزال عامل إقليم تارودانت بمعية الوفد الرسمي، السبت 4 غشت 2018، سيعرف في يومه الأول الافتتاحي انعقاد لقاء تشاوري متعلق بالدراسة الخاصة بالاستراتيجية الوطنية وبرامج عمل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة سوس ماسة تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، والذي ستستمر فعالياته إلى 14 غشت الجاري، سيعرف مشاركة 36 عارض من اقليم تارودانت وهي نسبة مهمة باعتبار الاقليم يضم 89 جماعة وكونه المحتضن للمعرض ويزخر بالتنوع وصناع بارعين ومنتوجات ذات جودة عالية.

وحسب المنظمين فتبلغ المساحة المخصصة للمعرض 2000 متر مربع بساحة 20 غشت بتارودانت، حيث تم نصب 110 رواقا سنخصص للصانعات والصناع التقليديين لعرض منتوجاتهم الابداعية في الخياطة والجلد والحدادة الفنية والنحاسيات والخزف والنقش على الخشب والزرابي والصياغة والديكور.. اضافة إلى المنتوجات المحلية كالزعفران وزيت الأركان ومنتوجات الثوم والعسل..

وسيعرف المعرض الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة، بشراكة مع مجلس جهة سوس ماسة ومؤسسة دار الصانع ، وبتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية لأكادير، تحت شعار: “الصناعة التقليدية في خدمة التراث اللامادي”، مشاركة كل أقاليم الجهة من اقليم تارودانت، وأكادير إداوتنان، وانزكان أيت ملول، واشتوكة أيت باها، وتزنيت، وطاطا، اضافة إلى تمثيلية 12 غرفة للصناعة التقليدية على المستوى الوطني.

وفيما يخص السؤال عن ميزانية المعرض، فقد أجاب رئيس الغرفة الجهوية بأن الجهة ساهمت بمبلغ 100 مليون سنتيم، في حين خصصت الغرفة الجهوية هي الأخرى ذات المبلغ للمعرض أي 100 مليون سنتيم، اضافة إلى اللوجيستيك الدي سيساهم به المجلس الاقليمي لتارودانت والمجلس الجماعي كتوفير فضاء الساحة للمعرض وتزويده بالكهرباء..

وفيما يخص ما تم اعداده للعارضين من شروط أساسية وصحية، أوضح المنظمون أن فضاء المعرض سيتم تزويده بالمكيفات لتبريده ومع شساعة المعرض فلا يمكن تبريده كليا، ولكن ما تم توفيره من مكيفات سيخفض من الحرارة الشديدة التي تعرفها مدينة تارودانت، وبالنسبة للمرافق الصحية سيتم تجهيز المعرض بأربعة مرافق صحية مناسبة اثنان للرجال واثنان للنساء، كما سيتم توفير الماء الصالح للشرب

وفيما يتعلق بمشاكل الصناع التقليدين والمتشابهة على صعيد الجهة أجاب رئيس الغرفة الجهوية بأن الغرفة مؤسسة دستورية واستشارية والمشاكل لم تغفل عنها الغرفة، إذ تعرضها في اللقاءات داخل الجهة وفي رئاسة الحكومة، من مشاكل التغطية الصحية والتقاعد وتسويق المنتوجات، ومع ما تسجله البنيات التحتية من توسع المدن وأحياء سكنية يبقى الاشكال مطروحا بشدة، والغرفة كقوة  اقتراحية تتواصل مع الصناع والجمعيات وتدخل في مشاكل الاغلاقات في الدوائر والعمالات، وهي تعمل حاليا على  إعداد شارة محلية وجهوية ووطنية لتجويد المنتوج.

ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها الصانع التقليدي كما أوردها المنظمون هو قطاع الخدمات، فالصانع ليس له دعم تقني ولا تجهيزات ولا يستفيد من التكوينات، وكذا من التغطية الصحية كباقي المهن الحرة كالأطباء والمحامين والحكومة قد قطعت أشواطا في هذا الشأن.

ومن بين أهم المساندين للقطاع هو السياحة ففي الوقت الذي ازدهرت فيه السياحة سنوات السبعينيات إلى التسعينيات كان الصانع يستفيد من هذا الرواج، لتخف بتوالي السنوات ولتبقى حركية في اكادير فقط، لتعاني باقي المناطق من الكساد، ليكون أحد الحلول كما اقترحه ممثل مجلس الجهة هو إحداث سوق تضامني مثل الدار البيضاء، وتكوين الصناع التقليدين في مجال التسويق الالكتروني..

وفي مداخلة حميد بومزوغ المدير الإقليمي لوزارة الصناعة التقليدية بتارودانت تطرق  لمنجزات الغرفة في الاقليم، والمتمثلة في إحداث دور للصانع في حرف مختلفة، وإحداث قرية للصناعة التقليدية بتالوين وأخرى بأركانة، كما زف للحضور بأنه تم هذا اليوم ربط المركب المندمج للصناعة التقليدية بتارودانت بالكهرباء وأنه في آخر مراحل الانجاز، وأجزل الشكر للغرفة الجهوية التي قررت تنظيم المعرض باقليم تارودانت.

وبالموازاة مع المعرض، ستنظم لقاءات تحسيسية لفائدة حرفي ومهني قطاع الصناعة التقليدية حول إنشاء المقاولات المهنية وتمويلها، بالإضافة إلى تكريم شخصيات وفعاليات عاملة بقطاع الصناعة التقليدية بالجهة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.