جمعية مبدعي ابن سليمان الروداني وجماليات القصة القصيرة”
صوت الحقيقة: محمد كروم
تنفيذا لبرنامجها الثقافي نظمت جمعية مبدعي ابن سليمان الروداني بتنسيق مع نادي الإبداع بالثانوية التأهيلية ابن سليمان الروداني ” يوم القصة القصيرة” وذلك يومي 23 و 24 نونبر 2018 بقاعة الأنشطة برحاب الثانوية المذكورة.
وقد تضمن النشاط محورين :
المحور الأول: مساء الجمعة 23 نونبر سيرته رئيسة الجمعية الأستاذة سلمى سلمات، وقدم فيه الأستاذ حسن أمدوغ كلمة باسم نادي الإبداع. وتم فيه تقديم:
1ـ عرض حول “جماليات القصة القصيرة” ألقاه المؤطر التربوي كريم بلاد، وتناول فيه جماليات القصر وفتنته، مذكرا بالبدايات الأولى للقصة القصيرة في المغرب، وما اعتراها من تعثر البدايات، مركزا على مكامن جمالها مثل:
ـ اللغة المكثفة، حيث تغدو الكلمة رمزا وتغدو اللغة منبع الجمال، ممثلا لذلك ببعض التجارب المغربية التي أضفت الطابع المغربي على القصة القصيرة ( أحمد بوزفور، إدريس الخوري، محمد زفزاف …) وانتقلت من المحكي الغرائبي إلى المحكي الواقعي…
ـ جمالية الاستهلال باعتباره منبع قدرة الكاتب المدهشة على دمج القارئ مباشرة في صيرورة السردوعالم الحكاية
ـ البناء، الذي يقضي بانسجام النص على مستويات الأشكال، والأفكار، والمضامين، مما يمنحها جمالا فتانا وآسرا.
ـ الأثر الجمالي الذي تحدثه في نفس المتلقي، وهو ما يتحقق عن طريق وحدة الأثر، ووحدة الاهتمام…
ـ صهر إمكانات تعبيرية أخرى مخصوصة بأجناس، وأنواع أدبية ،وفنية في بوتقة واحدة كالرواية، والمسرح، والشعر، والتشكيل، والموسيقى…
كما توقف العرض عند علاقة التداخل بين القصة القصيرة والرواية، وتمايزهما الجمالي من خلال الارتباط بالعصر، والسرد، و الشخصيات…
في الختام أشار العارض إلى آراء مجموعة من المبدعين والنقاد كإدريس الخوري ( القصة القصيرة منفذ صغير للدخول إلى العالم.) وحسن المودن (جوهر القصة القصيرة الإحالة على عالم الإنسان… إنها معادل محسوس للحياة النفسية، والاجتماعية، لنماذج من المجتمع.)
ومن جانبه أثار الحضور في النقاش مجموعة من التساؤلات همت: تأويل القصة القصيرة، وانفتاح دلالاتها، وحجمها، ونموها الدائم، ولغتها، وتراوحها بين الفصحى والعامية، وعلاقتها بالرواية.
2 ـ تقديم وتوقيع مجموعة “أدمنت هذا الوجع” للكاتبة عائشة بورجيلة: قدم عملها الإبداعي الجديد، الصادر عن دار الفرابي بلبنان، الأستاذتان حسناء ربيعي، ولبنى عبدي. وكان تقديم على شكل حوار مفتوح مع الكاتبة تمت من خلاله إثارة مجموعة من القضايا، ساهم فيها الحاضرون بشكل فعال، وتناولت: بعد المسافة الزمنية بين الإصدار الأول والإصدار الثاني للكاتبة، وعنصر الصدق، وغياب الحكاية عن نصوص المجموعة، وعلاقتها بسيرة الكاتبة، والتجريب، وشروط الكتابة، ووظيفة الكاتب، وقدرة القصة القصيرة على التعبير عن القضايا الكبرى…
من جانبها أكدت الكاتبة عائشة بورجيلة أن تأخر إصدار المجموعة لا يعني بالضرورة إنقطاعا عن الكتابة، بقدر ما يعني نوعا من التأمل في عملية الكتابة ذاتها، وحين تكون النصوص صادقة تصل إلى القارئ بسهولة، وأكدت أيضا أن نصوصها لامست هموم الإنسان بشكل عام مثل رجل التعليم، والأطفال، والأمهات، وأن التجريب ليس هدفا أو رهانا تسعى لتحقيقه، رغم أنه قد يأتي عفويا، وأن نصوصها تبتعد عن الحكاية بمفهومها التقليدي، مركزة على اختصارها في الدهشة والأثر الذي تحدثه في القارئ، والسؤال عن حضور ذات الكاتب في العمل السردي غير ذي جدوى. وأشارت في الأخير إلى أهمية القراءة باعتبارها شرطا أساسيا للكتابة.
المحور الثاني: صباح يوم السبت 24 نونبر نظمت فيه ورشة حول الكتابة القصصية، استفاد منها مجموعة من التلاميذ والطلبة، و أطرها الأساتذة محمد كروم، وحسن أمدوغ، ومينة المناني. تمحورت أعمال الورشة حول مناقشة نص قصصي للكاتبة ربيعة عبد الكامل تحت عنوان “تجربب”، حيث تمت مناقشة العناصر الفنية التي بني عليها النص، ممثلة في توظيفه الثقافة الشعبية ( الحكاية، الأغنية الشعبية، الأمثال الشعبية، اللغة العامية ) والثقافة العالمة ( الأمثال، السجع ) والكتابة بضمير المخاطب، والوظائف التي تحققها تلك التقنيات.
و لتقريب المستفيدين من الورشة تم ربط الاتصال بالكاتبة ربيعة عبد الكامل حيث قدمت ـ هاتفيا ـ مجموعة من الإضاءات حول النص.
بعد المناقشة تم الانتقال إلى مرحلة الإنتاج حيث عمل المستفيدون على كتابة نص تجريبي وتوظيف اللغة العامية، أعقب ذلك مناقشة منتوج المتعلمين وتقاسمه. وانتهى اللقاء بالاتفاق على أن تبقى هذه الورشة مفتوحة على لقاءات أخرى.