حين يتحول فضاء مؤتمر حزب سياسي إلى حلبة للصراع الزنقوي. وهذه حقيقة وواقع أغلب الأحزاب المغربية

0 53

FB_IMG_1506765134647غريب أمر هذه الأحزاب السياسية. في مقدمات قوانينها الأساسية وكراساتها الإديولوحية ترفع أعظم شعارات الديمقراطية وفي مداخلات زعمائها وتصريحاتهم تزخر بأفصح التعابير السياسية وأجمل عبارات الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية.  وعندما تأتي إلى تنظيمها الداخلي تجدها تخلو بتاتا من كل القيم الديمقراطية والأخلاق السياسية والمبادئ الحزبية.  حيث تصطدم المصالح الشخصية وتتصارع المناصب التنفيذية وتتسارع أطماع العضوية نحو حلبة الصراع لاحتلال  أكبر الحيز من المؤيدين.
 ذلك ما عاشه حزب الاستقلال مساء يوم الجمعة. فبعد اختتام إشغال الجلسة الافتتاحية واثناء حفل العشاء، انقسم المؤتمرون بين المرشحين المفترضين للفوز بكرسي الرئاسة. بين مناصري السيد شباط الذي يمني النفس بولاية ثانية وبين أصحاب نزار بركة المتطلعون لتجديد كرسي القيادة. فتأججت نيران عصبية الزعامة واشتبكت الأيادي (بالبونيا)  ورفعت شعارات الكلام الساقط والطعن في الشرف والشتم والسب في الأصول. حتى تحول المؤتمر إلى حلبة سوق للمزايدة والقمار السياسي. وكأنك تتفرج على مجموعة من (القمارة) في رأس الدرب. كل فريق يراهن على ورقته (السوطة أو الكبال) .  حيث لا صوت يعلو عن أصوات عارضي العضلات والأجسام واصحاب الافواه (الخانزة)  المليئة بالكلام الفاحش والعبارات الساقطة.  وكانت الأواني وأدوات الطعام وسيلة من وسائل التعبير وبمثابة الحوار الديمقراطي الحداثى الذي ناقش به الحزب خلافاته السياسية والتنظيمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.