مراكش .. أساتذة الفلسفة بالمدينة الحمراء يلتقون في أول درس افتتاحي
صوت الحقيقة .. محمد شيوي /عدسة مريم الفيلالي
نظمت مفتشية مادة الفلسفة بالمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بمراكش درسا افتتاحيا بمناسبة الدخول المدرسي واحتفاء باليوم العالمي للمدرس بالثانوية التقنية محمد السادس، وكان الدرس بعنوان “الفلسفة من القرون الوسطى إلى الحداثة: القطائع والتراكمات” قدمه الأستاذ المبرز ابراهيم الفتاحي، أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، بحضور أساتذة الفلسفة بمديرية مراكش وخارجها ومهتمين بالشأن الفلسفي والفكري.
افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لمفتش مادة الفلسفة الاستاذ عبد السلام العسري، حيث أبرز الغاية من الدرس الافتتاحي والمتمثلة في جعله تقليدا سنويا يجتمع فيه أهل الفلسفة بمراكش والنواحي لمناقشة قضية من القضايا الفلسفية والتطرق لأحد إشكالاتها التي تخدم من جهة التكوين المستمر لأساتذة المادة، وتخدم الدرس الفلسفي من جهة أخرى.
وفي كلمتيهما، هنأ كل من ممثل مدير الأكاديمية الجهوية مراكش آسفي، وممثل المدير الاقليمي مراكش الأساتذة الحاضرين في اللقاء بمناسبة اليوم العالمي للمدرس، مثمنين المبادرة باعتبارها إغناء للدخول المدرسي وإسهام كبير في إنجاحه بجهة مراكش.
وبعد عرض شريط قصير حول النظرية الفلكية الجديدة بعنوان “عين غاليلي” افتتح الاستاذ ابراهيم الفتاحي محاضرته بدعوة أساتذة الفلسفة ومفتشيها إلى التعاون في المجال المعرفي لجعل الأكاديمية قوة في الانتاج العلمي والمعرفي إلى جانب الجامعة، من خلال الكتابة واللقاءات والندوات، خصوصا وأنها تزخر بطاقات جبارة يمكنها الاسهام بقوة في الانتاج الفكري.
انطلق الأستاذ من تعريف الحداثة كنسق ومقارنتها بالنسق السابق الذي هو نسق القرون الوسطى، معتبرا النظرية الفلكية الجديدة مع كوبرنيك هي بؤرة التحول الكبرى، التي على أساسها التحولات في مختلف المجالات، ومنها مجال الفلسفة. قام هذا التحول على مجموعة من القطائع التي تسللت من بين ثناياها التراكمات على حد تعبير الأستاذ، منطلقا من تصور إتيين جيلسون الذي اعتبر فترة القرون الوسطى فترة غنية ومفعمة بفلسفة أصيلة، كان لفلاسفتها أثر كبير في الحداثة، وأعطى الأستاذ أمثلة كثيرة عن تلك القطائع والتراكمات. ثم اختتمت أشغال اللقاء بمناقشة الحضور لعرض الأستاذ.