مراكش .. فوضى واستنزاف الوقت في مصالح تصحيح الامضاءات لمقاطعة مراكش المدينة
صوت الحقيقة : متابعة محمد شيوي
«نحن لسنا ضد تصحيح الإمضاءات، ولكن ضد ما يحدث في بعض المصالح، فعدد من الأعوان لا يتعاملون مع المواطنين باللياقة اللازمة في هذه المواقف»
إذا كان هناك إصرار من قبل الإدارات العمومية والمصالح الوزارية على تصحيح الإمضاء بالنسبة لجميع الوثائق حتى يتسنى قبولها لدى الجهات التي تلح على توفرها، فإن بعض المواطنين يعتبرون ذلك مجرد محنة أخرى تنضاف إلى عذابهم المرير في الإدارات العمومية، فمن أجل تصحيح إمضاء وثيقة إدارية في بعض المقاطعات يتطلب الأمر «صبر أيوب» لوجود طوابير كثيرة.
إذ يتحول تصحيح الإمضاءات من عمل روتيني عادي إلى عذاب من نوع آخر لمواطنين يرغبون في أن تتخذ الدولة قرارا بإلغاء هذه العملية.
صباح يوم الجمعة 7غشت 2018 . وانا أتربص على مكاتب تصحيح الامضاءات، الاكتظاظ الذي شاهدته بالملحقات التابعة لمقاطعة مراكش المدينة و الناتج على فترة الدخول المدرسي, وتبعا لشكايات بعض الفاعلين الجمعويين و كدى المواطنين, و في غياب تام للتدابير الإحتياطية التي كان من المفترض على نواب الرئيس إتخادها إستعدادا لهده الفترة الحرجة..
ورغم الارساليات التي ترسل إلى السيد رئيس لمقاطعة المدينة من طرف الغيورين على مصلحة المدينة ” ستجدون رفقته نموذج من الرسالة في موضوع : ” من أجل تعزيز الخدمات في مصالح تصحيح الامضاءات والحالة المدنية خصوصا ونحن في فترة الدخول المدرسي ..
تعاني مصلحة تصحيح الإمضاءات بالملحقات التابعة لمقاطعة مراكش المدينة حالة من الفوضى و التسيب و العبثية في التسيير تُعرض معها مصالح المواطنين إلى التأخير ، فعند ذهابك من أجل استخراج وثيقة أو قضاء غرض إداري فإنك تُواجه صعوبات و مشاكل لا حسرة لها ، الفوضى و التسيب وآلا مبالاة ناهيك عن الاكتظاظ عناوين مقرفة للوضع الذي تعيشه المصلحة أشياء كفيلة بأن تصيبك بالإحباط و الاشمئزاز و الخيبة .
عشرات المواطنين وأخص بالذكر تلاميذ وتلميذات الموسم الحالي 2018 – 2019 يصطفون في طوابير و لساعات طويلة فلا تستغرب أن تقف لمدة ساعتين او ثلاث ساعات و أكثر من دون قضاء حاجتك لتعود لمنزلك بخفي حنين و بمرارة و غصة في القلب ، الموظفون أو ما يسمون بذلك لا يبالون بمصالح الناس و لا يعيرونهم أدنى اهتمام ، فكيف يعقل تواجد موظف واحد أمام عشرات المواطنين ؟ أين هم الموظفون الآخرون؟ و هم الذين يتقاضون أجورهم من أموال الشعب من أجل خدمته و السهر على راحته !!… ما يحز في النفس عندما ترى المحسوبية و الزبونية (باك صاحبي) أمام عينيك و كيف يتعامل الموظفون بنوع من التمييز بين المواطنين ، لماذا تستمر هذه الممارسات العجوزة داخل هذه المصلحة ؟ ألم يحن الوقت لوضع قطيعة مع تلك الممارسات البالية؟ متى سيتعامل الموظفون مع الناس على أساس أنهم مواطنون حقيقيون أصحاب حق تكفله لهم المواثيق الدولية و الدستور ؟ أين هم أولئك الموظفون الأشباح؟ والذين يستنزفون الملايين من خزينة المجلس …
الأكيد أن رئيس المجلس الجماعي يعلم علم اليقين ما يحدث بمختلف المصالح الحساسة و خاصة التي لها علاقة مباشرة بمصالح المواطنين و ضمنها مصلحة الوثائق و تصحيح الإمضاءات . فرئيس المجلس لمقاطعة مراكش المدينة يتحمل مسؤولية قانونية و أخلاقية من أجل الحد من هذه الممارسات المشينة .
ومن الأكيد أيضا أن هذه الممارسات ماهي إلا نتاج لسنوات من فساد الإدارة العمومية المغربية واهتراء منظومتها . يجب أن تتوفر الرغبة و الجرأة لدى المسؤولين من أجل إصلاح هذا القطاع الحيوي و إلا سنجد أنفسنا يوما أمام وضع كارثي يستحيل معه الإصلاح .